فصل: قال أبو عمرو الداني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الصابوني:

سورة القلم:
مكية.
وآياتها اثنتان وخمسون آية.
بين يدي السورة:
* سورة القلم من السور المكية التي تعنى بأصول العقيدة والإيمان، وقد تناولت هذه السورة ثلاثة مواضيع أساسية وهي:
أ- موضوع الرسالة، والشبه التي أثارها كفار مكة حول دعوة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
ب- قصة أصحاب الجنة (البستان) لبيان نتيجة الكفر بنعم الله تعالى.
ج- الآخرة وأهوالها وشدائدها، وما أعد الله للفريقين: المسلمين والمجرمين. ولكن المحور الذي تدور عليه السورة الكريمة هو موضوع (إثبات نبوة محمد) صلى الله عليه وسلم.
* ابتدأت السورة الكريمة بالقسم على رفعة قدر الرسول صلى الله عليه وسلم وشرفه وبراءته مما ألصقه به المشركون من اتهامه- وحاشاه- بالجنون، وبينت أخلاقه العظيمة، ومناقبه السامية {ن والقلم وما يسطرون ما انت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجرا غير ممنون وإنك لعلى خلق عظيم} الآيات.
* ثم تناولت موقف المجرمين من دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعد الله لهم من العذاب والنكال في دار الجحيم {فلا تطع المكذبين ودوا لو تدهن فيدهنون ولا تطع كل حلاف مهين..} الآيات.
* ثم ضربت مثلا لكفار مكة في كفرانهم (نعمة الله) العظمى عليهم، ببعثة خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم إليهم، وتكذيبهم به، بقصة أصحاب الجنة (الحديقة) ذات الأشجار والزروع والثمار، حيث جحدوا نعمة الله، ومنعوا حقوق الفقراء والمساكين، فأحرق الله حديقتهم وجعل قصتهم عبرة للمعتبرين {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم} الآيات.
* ثم قارنت السورة بين المؤمنين والمجرمين، على طريقة القرآن في الجمع بين الترغيب والترهيب {أفنجعل المسلمين كالمجرمين..}؟ الآيات.
* وتناولت السورة الكريمة، القيامة وأحوالها وأهوالها، وموقف المجرمين في ذلك اليوم العصيب، الذي يكلفون فيه بالسجود لرب العالمين فلا يقدرون {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون} الآيات.
* وختمت السورة الكريمة بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالصبر على أذى المشركين، وعدم التبرم والضجر بما يلقاه في سبيل تبليغ دعوة الله، كما حدث من يونس عليه السلام، حين ترك قومه وسارع إلى ركوب البحر، دون إذن من الله {فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم} الآيات. اهـ.

.قال أبو عمرو الداني:

سورة {ن والقلم} 68:
مكية.
وقد ذكر نظيرتها في الكوفي ونظيرتها في المدنيين والمكي {والحاقة} ولا نظير لها في البصري والشامي.
وكلمها ثلاثمائة كلمة.
وحروفها ألف ومائتان وستة وخمسون حرفا.
وهي خمسون وآيتان في جميع العدد ليس فيها اختلاف وكلهم لم يعد {ن}.
وفيها مما يشبه الفواصل موضعان {كذلك العذاب} {كصاحب الحوت}.

.ورءوس الآي:

{يسطرون}.
1- {بمجنون}.
2- {ممنون}.
3- {عظيم}.
4- {ويبصرون}.
5- {المفتون}.
6- {بالمهتدين}.
7- {المكذبين}.
8- {فيدهنون}.
9- {مهين}.
10- {بنميم}.
11- {أثيم}.
12- {زنيم}.
13- {وبنين}.
14- {الأولين}.
15- {الخرطوم}.
16- {مصبحين}.
17- {يستثنون}.
18- {نائمون}.
19- {كالصريم}.
20- {مصبحين}.
21- {صارمين}.
22- {يتخافتون}.
23- {مسكين}.
24- {قادرين}.
25- {لضالون}.
26- {محرومون}.
27- {تسبحون}.
28- {ظالمين}.
29- {يتلاومون}.
30- {طاغين}.
31- {راغبون}.
32- {يعلمون}.
33- {النعيم}.
34- {كالمجرمين}.
35- {تحكمون}.
36- {تدرسون}.
37- {تخيرون}.
38- {تحكمون}.
39- {زعيم}.
40- {صادقين}.
41- {يستطيعون}.
42- {سالمون}.
43- {لا يعلمون}.
44- {متين}.
45- {مثقلون}.
46- {يكتبون}.
47- {مكظوم}.
48- {مذموم}.
49- {الصالحين}.
50- {لمجنون}.
51- {للعالمين}. اهـ.

.فصل في معاني السورة كاملة:

.قال المراغي:

سورة القلم:
{يسطرون}: أي يكتبون، {ممنون}: أي مقطوع يقال منّه السير إذا أضعفه، والمنين: الضعيف، {المفتون}: المجنون لأنه فتن، أي ابتلى بالجنون.
قال الليث: الإدهان: اللين والمصانعة والمقاربة في الكلام، وقال المبرد: يقال داهن الرجل في دينه وداهن في أمره إذا أظهر خلاف ما يضمر، والحلّاف: كثير الحلف في الحق والباطل، والمهين: المحتقر الرأى والتمييز، والهماز: العياب الطعّان، والمشاء بالنميم: أي الذي يمشى بالنميمة بين الناس ليفسد بينهم، والمنّاع للخير: البخيل، والمعتدى: الذي يتجاوز الحق ويسير في الباطل، والأثيم: الكثير الآثام والذنوب، والعتلّ: الشديد الخصومة الفظّ الغليظ، والزنيم: الذي يعرف بالشر واللؤم كما تعرف الشاة بزنمتها (الجزء المسترخى من أذنها حين تشق ويبقى كالشيء المعلق).
{سنسمه}: أي نجعل له سمة وعلامة، و{الخرطوم}: الأنف. {بلوناهم}: أي امتحناهم بألوان من البلاء والآفات، و{الجنة}: البستان، {ليصرمنّها}: أي ليقطعنّ ثمار نخيلها، {مصبحين}: أي وقت الصباح، {ولا يستثنون}: أي ولا ينثنون عما همّوا به من منع المساكين، {فطاف عليها طائف من ربك}: أي طرقها طارق من عذاب ربك، إذ أرسل عليها صاعقة من السماء أحرقتها، {كالصريم}: أي كالليل البهيم في السواد بعد أن احترقت، {فتنادوا}: أي نادى بعضهم بعضا، {أن اغدوا}: أي اخرجوا غدوة مبكّرين، {حرثكم}: أي بستانكم، {صارمين}: أي قاصدين الصّرم وقطع الثمار، {يتخافتون}: أي يتشاورون فيما بينهم بطريق المخافتة والمناجاة حتى لا يسمعهم أحد، {على} حرد: أي على منع، {لضالون}: أي قد ضللنا طريق جنتنا وما هذه هى، {محرومون}: أي حرمنا خيرها بجنايتنا على أنفسنا، {أوسطهم}: أي أرجحهم رأيا، {تسبحون}: أي تذكرون اللّه وتشكرونه على ما أنعم به عليكم، {يتلاومون}: أي يلوم بعضهم بعضا على ما كانوا أصروا عليه من منع المساكين، {طاغين}: أي متجاوزين حدود اللّه. {تدرسون}: أي تقرءون، {تخيرون}: أي تختارون، {أيمان}: أي عهود، {بالغة}: أي متناهية في التوكيد موثّقة، {إلى يوم القيامة}: أي ثابتة لكم علينا إلى هذا اليوم، {أيهم بذلك زعيم}: أي أيهم كفيل بذلك الحكم وأن لهم في الآخرة ما للمسلمين فيها، كشف الساق: يراد به الشدة، وقد كانوا إذا ابتلوا بشدة كشفوا عن الساق.
قد شمّرت عن ساقها فشدوا ** وجدّت الحرب بكم فجدّوا

روى عن ابن عباس أنه سئل عن هذه الآية فقال: إذا خفى عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب. أما سمعتم قول الراجز:
صبرا عناق إنه شرّ باق

قد سن لى قومك ضرب الأعناق

وقامت الحرب بنا على ساق

{خاشعة أبصارهم}: أي ذليلة، {سالمون}: أي أصحاء.
تقول: ذرنى وإياه: أي كله إلىّ فإنى أكفيكه ويقال استدرجه إلى كذا: إذا استنزله إليه درجة فدرجة حتى يورّطه فيه، {وأملى لهم}: أي أمهلهم وأطيل لهم المدة يقال أملى اللّه له: أي أطال له الملاوة وهى المدة من الزمن.
والكيد هنا: الإحسان، والمغرم: الغرامة المالية، {مثقلون}: أي مكلفون أحمالا ثقالا فهم بسببها يعرضون عنك، {الغيب}: هو ما كتب في اللوح واستأثر اللّه بعلمه، {يكتبون}: أي يحكمون على اللّه بما شاءوا وأرادوا، {حكم ربك}: هو إمهالهم وتأخير نصرتك عليهم، {صاحب الحوت}: هو يونس عليه السلام، {مكظوم}: أي مملوء غيظا، من قولهم: كظم السقاء إذا ملأه، والعراء: الأرض الخالية، {فاجتباه}: أي اصطفاه، {يزلقونك}: أي يزلون قدمك، يقولون: نظر إلىّ نظرة كاد يصرعنى، أو كاد يأكلنى: أي لو أمكنه بنظره أن يصرعنى أو يأكلنى لفعل، قال شاعرهم:
يتقارضون إذا التقوا في موطن ** نظرا يزل مواطن الأقدام

و {الذكر}: القرآن، {ذكر}: أي تذكير وبيان لجميع ما يحتاجون إليه. اهـ.. باختصار.